دانلود رمان عربی / السباحة فی بحیرة الشیطان – غادة السمان
برای دانلود مستقیم کتاب اینجا کلیک کنید
—
روت الكاتبة السورية غادة السمان قصصاً عديدة، في كتابها «السباحة في بحيرة الشيطان»، الذي خصته لتناول موضوع «التقمص»، أو ما يعرف بتناسخ الأرواح، التي عرفتها الديانات القديمة في مصر الفرعونية، والهندوسية في الهند. و»التناسخ أو التقمص»، فإذا مات الجسد، خرجت منه الروح لتحلّ في جسد آخر جزاء على ما قدمت من عمل. وتنتقل روح الإنسان السعيد إلى جسم سعيد بعد الموت، والعكس صحيح، وقد تنتقل الروح إلى إنسان أو حيوان أو حشرة، وحسب عمل صاحبها. ولعلنا نتذكر ذلك الشاب الفلبيني الذي تزوج حديثاً من «أفعى» عملاقة، لاعتقاده بأنَّ هذه الأفعى كانت زوجته قبل ستمائة عام!. وغالباً تكون هذه الروح قد عانت كثيراً في حياتها السابقة، أو تعرضت للظلم أو للقتل ظلماً. أي أن الروح بعد ارتحالها قد تعود من جديد في جسد آخر أو بتعدد الأجسام للروح الواحدة في عالم واحد»الدنيا»، وهناك كثير من علماء النفس من يؤمنون بهذه النظرية، ويستخدمونها في علاجهم لمرضاهم النفسييين، باستخدام التنويم المغناطيسي، بإرجاع المريض لطفولته، بل لأبعاد زمانية أخرى!.
ومن ضمن ما نقلته غادة السمان في كتابها، قصة «زيزي»، الطفلة الصغيرة التي كانت ترافق والديها في زيارة إلى بيت طيار لبناني بقرية عين عنوب بقضاء عالية. ولم تكد السيارة تتوقف أمام الباب، حتى تمسكت الطفلة بالسيارة ورفضت النزول منها إلا بعد إرغام والديها لها على النزول. وعند الباب انفجرت صارخة: «لن أدخل هذا البيت.. لو أنكم ترون مطبخه.. كم هو رهيب ومعتم!
وسألها والدها غاضباً: وما علاقتك بالمطبخ؟ هل سبق أن دخلتيه من قبل؟
فأجابت: «لقد قضيت حياتي في هذا المطبخ، كنت أطبخ للتلاميذ، وأنظف الأرض، حتى تحترق أصابعي، لقد قضيت حياتي في مطبخ هذا البيت»!
وبدأت «زيزي» تروي تفاصيل عن حياتها السابقة، واضطرارها للعمل بعد وفاة أمها، وكانت تحمل لرجل عجوز الطعام إلى غرفته، وأنها تعرف مداخل ومخارج الدار جيداً، وتميز ما أدخل عليه من أعمال تجديد.
المهم.. أنه قد تبين أن امرأة تُدعى «أم توفيق»، عاشت حياتها كلها فعلاً في هذا المطبخ، وحيث عملت خادمة بعد وفاة أمها إلى أن ماتت، وكانت بائسة وتعيسة، وكانت تحمل الطعام إلى أستاذ عجوز اسمه مستر «تشيرش».
وتشير دراسة علمية حديثة، أجريت على عدد من الناس ممن يؤمنون بأنهم عاشوا حيوات أخرى في عصور سابقة، وأخضعوهم لاختبار قراءة لائحة من أربعين اسماً لشخصيات غير مشهورة، أشارت إلى أن الأشخاص الذين يؤمنون بتناسخ الأرواح، وأنهم عاشوا في حيوات ماضية، كضباط في معارك قديمة مثل معارك نابليون بونابرت أو أميرات هنديات في عصور سابقة، أكثر ميلاً لارتكاب الأخطاء والهفوات في ذاكراتهم. ويفسر ميلهم لارتكاب الأخطاء في الذاكرة، بصورة جزئية، سبب تمسك هؤلاء بمزاعم تناسخ الأرواح المستحيل في المقام الأول.
لكن ما وجهة نظر الشريعة الإسلامية لهذه النظرية؟ هو ما نجيب عليه في الأربعاء القادم.