دانلود فایل ویدئوی آموزش نحو عربی : آموزش فعل مجرد و مزید
مشاهده از قسمت بالا
مشاهده در سایت آپارات از اینجا
—
المقدمة
اللغة: أداة للتواصل؛ ولهذا فهي تعتبر ظاهرة اجتماعيَّة، ولقد قامت اللغة العربية بدورها المنوط بها خير قيام، وكانت تسيل على لسان العربيِّ كما يسيل العسل من النَّحل، وكما يفوح العِطر من الزهر؛ فقد نشأت في أحضان الجزيرة العربية خالصة لأبنائها منذ وُلِدت نقية سليمة مما يشينها من أدران اللُّغات الأخرى، وبقيت كذلك متماسكة البنيان، غير مشوبة بلُوثَةِ الإعجام.
ولقد كان اهتمام العرب بعربيَّتهم كبيرًا، وتتجلَّى مظاهر هذا الاهتمام في صياغة علوم شتَّى للدفاع عنها وإظهار براعتها؛ فجاء علم الصرف وعلم النحو وعلم البلاغة… إلخ.
وقد نال علم المعاجم الحُظوَة لدى اللُّغويين العرب منذ زمن مبكِّر من صدر الإسلام؛ فهذا “ابن عباس” في – القرن الأول الهجري – يتولَّى تفسير بعض المفردات في كتاب الله العزيز، ثم توالت بعده الجهود.
وربَّما كانت القضية التي يعالجها هذا البحث هي قضيةٌ درج الصرفيُّون على تسميتها بـ”معاني الأبنية”، أو “الحقول الدلالية الصرفية للأفعال العربية”.
ربَّما – أيضًا – قامت فكرة هذا البحث عن قراءة لـ”فقه اللغة” للثعالبي، وكتاب “دروس في التصريف” للأستاذ الكبير محمد محيي الدين عبدالحميد.
وأحاول أن أؤكِّد – هنا – أنَّه قد يوجد للفعل الواحد أكثر من دلالة صرفيَّة؛ وذلك بتغير مجالات معانيه المعجمية.
وقد راعيتُ – جهدَ ما أستطيع – في هذا البحث دقَّةَ التبويب والتقسيم من جهة، والدِّقة في تخصيص فصول مستقلة لكل ضرب من ضُرُوب الأفعال الثلاثية: مجردةً كانت أو مزيدة.
وحرصًا على مزيد من الفَهم للحقل الدلالي الصرفيِّ ذَكَرْت – مع ما ضَربْت من أمثلة للأفعال في حقولها العديدة – مضارعاتها مجردةً، ومعانيَها في حقولها؛ وذلك حتَّى لا يُحال القارئُ إلى البحث عن معنى الحقل الدلاليِّ مع كل فعل في “مختار الصحاح”.
ولقد اخترت “مختار الصحاح” للرَّازي؛ لسهولته، ويسره، وصغره، وترتيبه المُحكم على يد الأستاذ الفاضل السيد محمود خاطر، وعندما جِئْت إلى الإحصاء وجَدت دائرة مادة البحث ستتسع عليَّ كثيرًا، في حين يكفيني هنا الإشارة فقط، على أمل أن يكون بحثًا كبيرًا في المستقبل يضيف شيئًا؛ ولهذا فقد حاولت أن أتَّكئ على عنصر الاختيار.
ولقد اقتَضت طبيعة هذا البحث أن يأتي في مقدمةٍ، وتمهيدٍ، وبابين كبيرين:
الباب الأول: يتناول الحقول الدلالية للأفعال الثلاثية المجردة؛ ولهذا جاء في ثلاثة فصول.
الباب الثاني: تناول إحصاءً للحقول الدلالية الصرفيَّة للأفعال الثلاثية المزيدة، مع العلم أنَّه لم يتناول كل أشكال الفعل المزيد، وقد جاء هذا الباب في تسعة فصول.
هذا ما اقتضته طبيعة المادَّة موضوع الدِّراسة، ثم تأتي الخاتمة لتبيِّن أهمَّ النقاط التي تتعلق بالبحث.
اللهمَّ، وهذا عملي أقدمه عسى أن ينال قبولَ مَن يقرؤه، وإن كان من تعديل أو رأيٍ سديدٍ فأنا به سعيدٌ، وله مُمتَنٌّ، وعليه أعيد النظَر؛ فإن كان ما توفيقٌ فمِنَ اللهِ وحده، وهو يَهدي إلى سواء السبيل، وهو حسبي ونعم الوكيل.
التمهيد:
ويتناول هذا التمهيد النِّقاط الآتية:
1- تعريف المعجم: في اللغة، والاصطلاح.
2- أسباب وضع المعجم، وأهميته.
3- مراحل التأليف المعجمي.
4- مدارس الترتيب المعجمي.
5- مختار الصحاح: مؤلِّفه، ومحتواه، ومكانته.
6- دور النُّحاة في الدرس المعجمي العربي.
7- دور الدرس الصرفي في الدرس المعجمي.
تعريف المعجم:
لفظ “المعجم” ورد في مادة “ع ج م”، وهي تعني في اللغة الإبهام والغموض[1]، والأعجَم الذي لا يُفصِح ولا يُبِينُ كلامَه، ورجلٌ أعجميٌّ وأعجَم: إذا كان في لسانه عُجْمَةٌ، وسميت البهيمة عَجْمَاءَ؛ لأنَّها لا تتكلم، وسمَّى العربُ بلاد فارس بلاد الْعَجَمِ؛ لأن لغتها لم تكن مفهومة ولا واضحة عندهم.
وأما أعجم فإنَّ الهمزة – هنا – تفيد “السلب، والنفي، والإزالة”، وعليه يصير معنى “أَعْجَمَ”: أزال العُجمة أو الغموض أو الإبهام[2].
ويَقصِد العلماء بمصطلح “المعجَم” الكتابَ الذي يَجمَع كلماتِ لُغةٍ ما ويشرحها ويوضِّح معنَاها ويرتِّبُها بِشَكْلٍ مُعَيَّنٍ[3].
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/4612/#ixzz58fR231d7